إذا لم يعجبك العنوان وإعتقدت اننى علمانى ليبرالى منافق فأفضل لك ألا تتابع القراءة فكلامى القادم موجه إلى نوعية معينة من الناس اتفقت أو اختلفت مع افكارهم الا أنهم مثلى يبحثون ويقراون ويتعلمون ويتناقشون ثم يفكرون فيقررون ..
دعونا نبدا أولا بمفهومى عن التجارة بالدين .. وهو ببساطة إحتكار حقيقة الدين وبالتالى دمج صورتك وصورة أقوالك بالدين فيصبح الجميع فى عين الإنسان البسيط الذى لا يملك القدر الكافى من المعرفة بالدين او بك .. يصبح كل هذا كيان واحد لا ينفصل ..
دعونا قبل أن أتهم بأنى محارب لمن يسموا ب"الإسلامين" - وكأن الباقين بطبيعة الكلام كفار !! - أقول أن التجارة بالدين لا يمارسها بعض المتأسلمون فقط ولكن هناك فى كل دين تجار به من داخله وإلا ما كنا علمنا بالحروب الصليبية أو بقيام دولة اسرائيل !!.. لكنى هنا وحتى لا يتشعب الموضوع كثيرا فى حلقته الاولى سأتعرض للتجارة بالدين الإسلامى وتحديدا فى مصر وبأكثر دقة فى محيط ثورة 25 يناير ..
ربما هناك الكثير من الأحداث ستذكر مختصرة لأنى كما قلت أريد من يبحث معى على الحقيقة وربما اكتشف عدم دقة بعض ما كتبت فيرشدنى للحق وأنا ممنون مقدما لمشاركاتكم ..
أولا ..
دعونى أتكلم بادئ ذى بدئ عن الأيام القليلة ماقبل ثورة 25 يناير - التى لم تكن ثورة فى بدايتها - ففى الوقت الذى كان هناك شباب وطنى صادق يدافع عن حق من يتعرضون للتعذيب على يد قوات أمنية ظالمة فاسدة - وللمصادفة قبيل الثورة كان من بين الضحايا الشاب السلفى سيد بلال - .. لقدر قرر هؤلاء الشباب ألا يمشوا على خطا أبائهم بالسكوت - والمشى جنب الحيط - لقد قرروا أن ينزلوا الى الشارع يحتجون بكل الطرق السلمية من تظاهر ووقفات احتجاجية ووقفات صامتة و "جرافتى "..وشاركهم فى ذلك رموز وطنية حقيقية على رأسها د.محمد البرادعى - أول من علمنا كيف نعارض ونجنى ثمار معارضتنا بإيجابية - بالإضافة لرموز الفكر من أمثال ابراهيم عيسى وبلال فضل وعلاء الأسوانى - واللى معترض على تاريخ حد فيهم يرجع لمقالاته وكتبه ويجى يناقشنى - ..
فى هذا التوقيت كان هناك سفهاء من أمثال محمود عامر - جمعية أنصار السنة المحمدية - يهدر دم د.البرادعى ويتكلم عن النظام الحاكم وكأنه خلافة عمر بن الخطاب !!..كان هناك عبد المنعم الشحات - المتحدث باسم الدعوة السلفية فى الاسكندرية - يحرم الخروج على الحاكم والفتنة وشق عصا الجماعة - اللى مكنتش موجودة على فكرة قبل هذا الشباب النقى - !!..
نستنتج من هذا ..أنه فى الوقت الذى كان الشباب يدافعون عن كرامة المصرين وحقهم ألا يتعذبوا ولا يمثل بهم ويموتون تعذيبا دون تفرقة بين خالد سعيد وسيد بلال .. كان تجار الدين بتحالف مع أمن الدولة - حقا أو خوفا - ينفرون الناس من قول كلمة الحق فى وجه سلطان جائر .. ويرهبون أبناء الوطن بعد أن طمأنوا أعداء الله !!
هل يمكن ألا نسمى هذا تجارة بالدين؟؟!!..إنها تجارة وأى تجارة .. فكيف لمن يدعون حماية الإسلام وتحمل أمانته بأن ينهوا شعب مظلوم مضطهد على أن يمارس أفضل الجهاد بكلمة حق فى وجه سلطان جائر ؟؟!!..أليس الاولى أن يكون هؤلاء فى طليعة من يعترض ويعارض ويثور ؟؟!!..هل كان الأمن - الذى سمح لهم بدكاكين الأفيون الدينية - يستطيع إعتقالهم لو كانوا يملكون الشرعية الشعبية الحقيقية وليست شرعية الدراويش والمخدرين بأحلام الشفاعة - حتى وان لم يتب - وعنصرية التفضيل - حتى وان كان ظلم - !!..
ثانيا :
وبعد تحول الإحتجاجات لثورة حقيقية .. هل عاد "الإسلاميون " لرشدهم ؟؟ للأسف لا !!..وطبعا يشترك معهم رجال الدين المسيحى فى مصر فكان تواطؤهم مماثل تماما لتواطؤ "الإسلاميون" ولكن اغلبهم التزم الصمت - المذموم - واتبعوا نظرية عمرو دياب "استنا لما الدنيا تهدا والناس تنسى -!!..لكن حتى لا نحيد عن الموضوع .. فلقد تمادى "الإسلاميون " فى تجارتهم بالدين - إلا مارحم ربى - وتركوا الشباب يستشهدون وتغاضوا عن الإنفلات الأمنى المتعمد والتجاهل التام لمطالب الشعب المشروعة وتملقهم للنظام لأقصى مدى ..فمنهم من دعا الشباب للعودة الى منازلهم - متخاذلا عن حقهوقهم - ومنهم من ركب الثورة بعد أن تيقن أن الثورة ناجحة لا محالة وأن نظام مبارك يترنح .. حتى انهم فى الوقت الذى رفض فيه د.البرادعى حوار عمر سليمان الفاسد كانوا هم يحاولون الإستفادة من الجميع وتحقيق مصالحهم الضيقة والبعيدة كل البعد عن اسلامنا الذى لا يعترف بمبدا الغاية تبرر الوسيلة !!..
لقد شاء القدر أن يثبت للشباب انهم قادرون على تحقيق المعجزة بمفردهم دون اتكالية على تجار الدين حتى شباب الإخوان المسلمين الطاهر أبى أن يدنسهم أطماع قادتهم فى السلطة وتملقها على حساب ضميرهم الوطنى وشاركوا فى الثورة بإخلاص لم اكن أنا شخصيا أتوقعه منهم فى ظل مبدا الطاعة العمياء الذى رأيتهم يتربون عليه !!..أما من يحتكرون الإنتماء للسلف الصالح ويدعون السير على نهجه فلم يظبطوا مشاركين فى الثورة كجماعة سلفية او أى إطار فيه اى إنتماء لما يسمى "السلفيون " فليس كل ملتحى شارك فى الثورة على فكرهم وإنما فى رأيى هو إنسان مسلم متدين يعرف دينه وحق وطنه عليه لا أكثر ولا أقل ..
نستنتج من هذا ان "الإسلاميون " استمروا فى نكرانهم لجوهر الإسلام ولم يناصروا المستضعفين المظلومين ولم يجهروا حتى فى وهج الثورة بظلم مبارك او فساد نظامه وقمع أمنه - الا ما رحم ربى وكانوا قليلا جدا - وأبوا أن يصلحوا من تشوه صورتهم وخافوا فى قول الحق امن الدولة !!..
ثالثا ..
مرحلة ما بعد الثورة .. تجلى فيه دناءة التجارة بالدين .. ففى الوقت الذى لم يشارك "الاسلاميون" فى الدعوة للثورة بل وقاطعوها وهاجموها قبل ان تكون ثورة وشاركوا فى محاولة وأدها فى مهدها .. بل لم ينصروها الا مصلحة ورياء لشباب صنع معجزة أدهشت النظام الفاسد قبل أن تتدهش العالم بأثره .. لم يكتفوا بهذا وحسب ولكنهم أصروا ليس على مقاسمة الثوار نتيجة ثورتهم - صنيع أيديهم - ولكن وبحماقة لا يحسدون عليها وبجهل كان متوقعا من أمثالهم ومن بمستوى تفكيرهم .. أرادوا سرقة غنائم الثورة منفردين ولم تكفيهم أرباحهم من دكاكينهم الفضائية التى تبيع أحلام الجنة لشعب يروه متدين وأراه مذدوج التفكير !!..
يكفى الإشارة لجمعة قندهار وشعر "اسلامية اسلامية " وكأن مصر " ملحودية ملحودية " !!..لقد أصبحوا كالقرد الذى قطع وثاقه فخرج يقفز ويجرى ويصادم ويخرب كل ما تم انجازه وقت رباطه !!..طالبوا بتطبيق شرع الله دون أن يفهمونا ماهو شرع الله الذى يتصورنه .. من المسلم الذى لا يريد تطبيق شرع الله .. هل هو الحدود ؟؟أم هو العدل بمفهومه الشامل الذى تعتبر الحدود جزء من تطبيق الشرع ؟؟!!..لقد مارسوا كل الألاعيب الرخيصة والمكشوفة فى الربط بينهم وبين تطبيق شرع الله وكأنهم يعترفون أن الشعب الذى كانوا يعتبرونه متدينا لا يعرف شرع الله وينتظرونهم حتى يعلمونهم تطبيقه !!.. كأنهم يعترفون أن الإسلام يحتاج وصايتهم عليه وأن المصريين بعد خلعهم لمبارك لظلمه وقمعه للشعب يمكنهم ان يتغاضوا عن حاكم قادم يبيح الدعارة والشذوذ !!.. لإنهم يناقضون أنفسهم .. فكيف لشعب متدين يحتاج لوسيط كى يثبت تدينه ؟؟!!..كيف لشعب ثائر على الظلم سيقبل بالحرام؟؟!!..ألم يكن عليهم الصمت - بالمرة - لمدة سنة على الاقل حتى تهدأ الأمور وتضح الرؤية السياسية ؟؟!!.. ألا يكفيهم دورهم الدعوى الإعلامى - الذى أثبت فشله بدليل كم الرشاوى والفساد بين الشعب "المتدين " -؟!!..
لقد صنعوا فتنة - أشد من القتل - هى الأخطر فى تاريخ مصر الحديث .. إنها فتنة الإستفتاء البغيضة والبغيض .. الفتنة التى وصل بهم أن إيهام الناس عن طريقها بأن الإستفتاء على اللإسلام حتى أن محمد سليم العوا الذى نادى وهو فى الميدان أيام الثورة بسرعة وضع الدستور بعد سقوط النظام رأيناه يؤيد "نعم" القاتلة !!..رأيناهم يحشدون العامة والبسطاء والجهلاء نحو نصرة الدين وإنقاذ الإسلام ومحاربة النصارى .. ولم يستوعبوا أفكار العقلاء بأن وضع دستور جديد فى دولة أغلبها مسلمون لن يؤثر على اللإسلام فى شيئ .. لم يستوعبوا أفكار المعتدلون من الأقباط أنهم مع المادة الثانية فى الدستور .. لم يستوعبوا أفكار القانونيين التى صاحت بأن وجود المادة الثانية لم يمنع فساد نظام مبارك وأن الأهم من وجود المادة الثانية فى الدستور هو وجودها فى قلوب الشعب وضمائرهم !!..
وحدثت الطامة و"قالت الصندييييق للدين "نعم" "!!..وتبعتها طامات أخرى من ادعاء المجلس العسكرى أن الإستفتاء كان على شرعيته وتبعها إعلانات دستورية فاسدة واحزاب دينية متطرفة لإرهابيين متقاعدين !!..وفى وسط كل هذا كنت أشعر أننى كالمجنون لأننى أرى إنسان يسرق سيارتى وانادى ياقوم انقذونى وهوا يضحك عليهم بأنه أخى وأننا نتداعب !!.. وللأسف يصدقه القوم ويكذبونى !!..
مرت الإعلانات الدستورية بفجرها ولم ينطق أحد ولم ينصر ارادة الناس التى انضحك عليها بالتوقيع على عقد من 8 بنود واذا بهم يتفاجئون انه قد تم استغلال توقيعهم وحشر بنود اخرى بين البنود على خلفية التوقيع بالاسفل !!..اكتفى "الإسلاميون" بمصالحهم الضيقة ونسوا مصلحة البلاد والعباد !!..
حاول تجار الدين تحسين صورتهم واصلاع التشوه .. بإدعاءات من نوعية انهم الاكثر اعتقالا فى عهد مبارك وتناسوا أن هذا لم يكن لنضالهم السياسى ولكن لممارسة شعائر دينهم التى كان يمنعها أمن الدولة الفاجر .. كما تناسوا أن منهم من كان متطرفا و مستنقعا لفيروسات الإرهاب بكل اشكاله !!..أين كان نضالهم ولم نرى منهم جورج اسحق صاحب اول كلمة كفاية فى مصر ؟!!..
حاولوا أن يعيشوا دور المضطهد والمنبوذ وأن الإعلام الليبرالى يحاربهم نكاية فى الإسلام وتناسوا أنهم بعد أن ربحت تجارتهم بالدين وتحقيق المليارات الفاسدة وركوب السيارات الفارهة والعيش فى مساكن الملوك .. فتحوا المزيد من دكاكين الأفيون الدينية وانهم وإن كان الإعلام "الليبرالى " يحاربهم فهم يملكون اعلاما يقولون عنه أنه يأخذ "الناس" للجنة وينشر "الرحمة"بينهم ويعلمهم "الحكمة" !!..فلماذا تعتقدون أن اعلامكم بلا جدوى وبلا تأثير وانكم تحاربون بلا سلاح اعلام ينقل وجهة نظركم للناس ؟؟!!!..ولكن الحقيقة ان اعلامهم به نفس الفساد الذى يشتكون منه ..وليتابع أحدكم المدعو خالد عبدالله .. الذى اندهش على وجودة خارج أسوار السجن حتى الأن بعد كل هذا العهر الإعلامى الذى يقدمة وكم الفيديوهات التى تثبت ادانته مع سبق الاصرار والترصد فى تشويه وقذف ابرز رموز هذا الوطن !!..
وأخيرا جاءت مرحلة الإنتخابات البرلمانية التى أثبتت تجارتهم بالدين لمن لم تثبت لديه بكل ما مضى .. فماذا نسمى وضع كل ماهو "ينتمى لتيارهم " فى موضع الايمان والجنة وتطبيق شرع الله ..ووضع كل من يخالفهم وان كان مسلما فى موضع الالحاد والعلمانية ونشر الفساد الذى لا يعرفون عنه سوى الشذوذ والدعارة وكانهم يعانون من سعار جنسى او كبت مزمن لم تتضح اسبابه حتى الان !!.. كيف لمواطن تخيره بين الجنة والنار وتنتظر منه أن يختار النار؟؟!! كيف لمواطن تخيره بين شرع الله وبين اى شيى اخر ويختار هذا الأخر؟؟!!..انها قمة الاتجار بالدين ..لقد شوهوا الحياة السياسية بأحزابهم المسخ ودمروا تفكيراالعامة بإستغلال تدينهم الفطرى - الغير حقيقى غالبا - وتخويفهم من النار مع الاخرين وترغيبهم فى الجنة معهم فقط !!..
يحاولون مغالطة انفسهم بإدعاء اننى أتهم الشعب الثائر بنفس اتهامات عمر سليمان ونظيف بأنهم شعب لا يمكنه ممارسة الديموقراطية !!..وهذا قول فى ظاهره حق ولكن يراد به باطل !!..فأنا وان كنت واقعى وأرى أن نسبة كبيرة من الشعب غير صالحين لممارسة الديموقراطية لكنى فى نفس الوقت لن امنعهم منها - والا فمتى سيتعلمون ممارستها ؟؟!! - ولكنى أريد فقط اللعب سياسيا طبقا لقواعد لعبة نظيفة بلا غش او تدليس .. فأنا اجزم ان 60% ممن صوتوا فى الانتخابات لاى حزب - والاغلبية للاحزاب الدينية - لا يعرفون شيئا عن السياسة ولا البرامج ولا الدستور وانما يريدون القضاء على فقرهم وتوفير الكفاف لمعيشتهم ...
ياسادة اننا نريد أن ننقذ ثورة المثقفين التى ساندها الشعب ..نريد أن نرفع القيود التى كبلوا الثورة بها ..قبل أن تأتى ثورة الفقراء - ولن أقول الجهلاء - التى لن يوقفها ولن يحجمها ولن يفلت منها أحدا !!.. أريد أن نقتص لدماء الشهداء قبل أن يموت الشعب جوعا او فى حربا أهلية ولن نفوز حتى بلقب الشهيد !!..
ياسادة الدين ليس سلعة نتاجر فيها .. لقد حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم التجارة فى المساجد رغم انها حلال خارجها فلماذا تتاجرون بالمساجد فى لعبة سياسية يصيب فيها البعض ويخطئ ؟!!..ياسادة الإسلام قوى ولا يحتاج لنصرته برلمان وإنما يحتاج لمسلمين يقيمون اركان الإسلام التى ليس من بينها " انتخاب الحرية والعدالة أو النور " !!..
9-12-2011 23:45
إلى لقاء مع موضوع " الإخوان الإنتهازيون "
دعونا نبدا أولا بمفهومى عن التجارة بالدين .. وهو ببساطة إحتكار حقيقة الدين وبالتالى دمج صورتك وصورة أقوالك بالدين فيصبح الجميع فى عين الإنسان البسيط الذى لا يملك القدر الكافى من المعرفة بالدين او بك .. يصبح كل هذا كيان واحد لا ينفصل ..
دعونا قبل أن أتهم بأنى محارب لمن يسموا ب"الإسلامين" - وكأن الباقين بطبيعة الكلام كفار !! - أقول أن التجارة بالدين لا يمارسها بعض المتأسلمون فقط ولكن هناك فى كل دين تجار به من داخله وإلا ما كنا علمنا بالحروب الصليبية أو بقيام دولة اسرائيل !!.. لكنى هنا وحتى لا يتشعب الموضوع كثيرا فى حلقته الاولى سأتعرض للتجارة بالدين الإسلامى وتحديدا فى مصر وبأكثر دقة فى محيط ثورة 25 يناير ..
ربما هناك الكثير من الأحداث ستذكر مختصرة لأنى كما قلت أريد من يبحث معى على الحقيقة وربما اكتشف عدم دقة بعض ما كتبت فيرشدنى للحق وأنا ممنون مقدما لمشاركاتكم ..
أولا ..
دعونى أتكلم بادئ ذى بدئ عن الأيام القليلة ماقبل ثورة 25 يناير - التى لم تكن ثورة فى بدايتها - ففى الوقت الذى كان هناك شباب وطنى صادق يدافع عن حق من يتعرضون للتعذيب على يد قوات أمنية ظالمة فاسدة - وللمصادفة قبيل الثورة كان من بين الضحايا الشاب السلفى سيد بلال - .. لقدر قرر هؤلاء الشباب ألا يمشوا على خطا أبائهم بالسكوت - والمشى جنب الحيط - لقد قرروا أن ينزلوا الى الشارع يحتجون بكل الطرق السلمية من تظاهر ووقفات احتجاجية ووقفات صامتة و "جرافتى "..وشاركهم فى ذلك رموز وطنية حقيقية على رأسها د.محمد البرادعى - أول من علمنا كيف نعارض ونجنى ثمار معارضتنا بإيجابية - بالإضافة لرموز الفكر من أمثال ابراهيم عيسى وبلال فضل وعلاء الأسوانى - واللى معترض على تاريخ حد فيهم يرجع لمقالاته وكتبه ويجى يناقشنى - ..
فى هذا التوقيت كان هناك سفهاء من أمثال محمود عامر - جمعية أنصار السنة المحمدية - يهدر دم د.البرادعى ويتكلم عن النظام الحاكم وكأنه خلافة عمر بن الخطاب !!..كان هناك عبد المنعم الشحات - المتحدث باسم الدعوة السلفية فى الاسكندرية - يحرم الخروج على الحاكم والفتنة وشق عصا الجماعة - اللى مكنتش موجودة على فكرة قبل هذا الشباب النقى - !!..
نستنتج من هذا ..أنه فى الوقت الذى كان الشباب يدافعون عن كرامة المصرين وحقهم ألا يتعذبوا ولا يمثل بهم ويموتون تعذيبا دون تفرقة بين خالد سعيد وسيد بلال .. كان تجار الدين بتحالف مع أمن الدولة - حقا أو خوفا - ينفرون الناس من قول كلمة الحق فى وجه سلطان جائر .. ويرهبون أبناء الوطن بعد أن طمأنوا أعداء الله !!
هل يمكن ألا نسمى هذا تجارة بالدين؟؟!!..إنها تجارة وأى تجارة .. فكيف لمن يدعون حماية الإسلام وتحمل أمانته بأن ينهوا شعب مظلوم مضطهد على أن يمارس أفضل الجهاد بكلمة حق فى وجه سلطان جائر ؟؟!!..أليس الاولى أن يكون هؤلاء فى طليعة من يعترض ويعارض ويثور ؟؟!!..هل كان الأمن - الذى سمح لهم بدكاكين الأفيون الدينية - يستطيع إعتقالهم لو كانوا يملكون الشرعية الشعبية الحقيقية وليست شرعية الدراويش والمخدرين بأحلام الشفاعة - حتى وان لم يتب - وعنصرية التفضيل - حتى وان كان ظلم - !!..
ثانيا :
وبعد تحول الإحتجاجات لثورة حقيقية .. هل عاد "الإسلاميون " لرشدهم ؟؟ للأسف لا !!..وطبعا يشترك معهم رجال الدين المسيحى فى مصر فكان تواطؤهم مماثل تماما لتواطؤ "الإسلاميون" ولكن اغلبهم التزم الصمت - المذموم - واتبعوا نظرية عمرو دياب "استنا لما الدنيا تهدا والناس تنسى -!!..لكن حتى لا نحيد عن الموضوع .. فلقد تمادى "الإسلاميون " فى تجارتهم بالدين - إلا مارحم ربى - وتركوا الشباب يستشهدون وتغاضوا عن الإنفلات الأمنى المتعمد والتجاهل التام لمطالب الشعب المشروعة وتملقهم للنظام لأقصى مدى ..فمنهم من دعا الشباب للعودة الى منازلهم - متخاذلا عن حقهوقهم - ومنهم من ركب الثورة بعد أن تيقن أن الثورة ناجحة لا محالة وأن نظام مبارك يترنح .. حتى انهم فى الوقت الذى رفض فيه د.البرادعى حوار عمر سليمان الفاسد كانوا هم يحاولون الإستفادة من الجميع وتحقيق مصالحهم الضيقة والبعيدة كل البعد عن اسلامنا الذى لا يعترف بمبدا الغاية تبرر الوسيلة !!..
لقد شاء القدر أن يثبت للشباب انهم قادرون على تحقيق المعجزة بمفردهم دون اتكالية على تجار الدين حتى شباب الإخوان المسلمين الطاهر أبى أن يدنسهم أطماع قادتهم فى السلطة وتملقها على حساب ضميرهم الوطنى وشاركوا فى الثورة بإخلاص لم اكن أنا شخصيا أتوقعه منهم فى ظل مبدا الطاعة العمياء الذى رأيتهم يتربون عليه !!..أما من يحتكرون الإنتماء للسلف الصالح ويدعون السير على نهجه فلم يظبطوا مشاركين فى الثورة كجماعة سلفية او أى إطار فيه اى إنتماء لما يسمى "السلفيون " فليس كل ملتحى شارك فى الثورة على فكرهم وإنما فى رأيى هو إنسان مسلم متدين يعرف دينه وحق وطنه عليه لا أكثر ولا أقل ..
نستنتج من هذا ان "الإسلاميون " استمروا فى نكرانهم لجوهر الإسلام ولم يناصروا المستضعفين المظلومين ولم يجهروا حتى فى وهج الثورة بظلم مبارك او فساد نظامه وقمع أمنه - الا ما رحم ربى وكانوا قليلا جدا - وأبوا أن يصلحوا من تشوه صورتهم وخافوا فى قول الحق امن الدولة !!..
ثالثا ..
مرحلة ما بعد الثورة .. تجلى فيه دناءة التجارة بالدين .. ففى الوقت الذى لم يشارك "الاسلاميون" فى الدعوة للثورة بل وقاطعوها وهاجموها قبل ان تكون ثورة وشاركوا فى محاولة وأدها فى مهدها .. بل لم ينصروها الا مصلحة ورياء لشباب صنع معجزة أدهشت النظام الفاسد قبل أن تتدهش العالم بأثره .. لم يكتفوا بهذا وحسب ولكنهم أصروا ليس على مقاسمة الثوار نتيجة ثورتهم - صنيع أيديهم - ولكن وبحماقة لا يحسدون عليها وبجهل كان متوقعا من أمثالهم ومن بمستوى تفكيرهم .. أرادوا سرقة غنائم الثورة منفردين ولم تكفيهم أرباحهم من دكاكينهم الفضائية التى تبيع أحلام الجنة لشعب يروه متدين وأراه مذدوج التفكير !!..
يكفى الإشارة لجمعة قندهار وشعر "اسلامية اسلامية " وكأن مصر " ملحودية ملحودية " !!..لقد أصبحوا كالقرد الذى قطع وثاقه فخرج يقفز ويجرى ويصادم ويخرب كل ما تم انجازه وقت رباطه !!..طالبوا بتطبيق شرع الله دون أن يفهمونا ماهو شرع الله الذى يتصورنه .. من المسلم الذى لا يريد تطبيق شرع الله .. هل هو الحدود ؟؟أم هو العدل بمفهومه الشامل الذى تعتبر الحدود جزء من تطبيق الشرع ؟؟!!..لقد مارسوا كل الألاعيب الرخيصة والمكشوفة فى الربط بينهم وبين تطبيق شرع الله وكأنهم يعترفون أن الشعب الذى كانوا يعتبرونه متدينا لا يعرف شرع الله وينتظرونهم حتى يعلمونهم تطبيقه !!.. كأنهم يعترفون أن الإسلام يحتاج وصايتهم عليه وأن المصريين بعد خلعهم لمبارك لظلمه وقمعه للشعب يمكنهم ان يتغاضوا عن حاكم قادم يبيح الدعارة والشذوذ !!.. لإنهم يناقضون أنفسهم .. فكيف لشعب متدين يحتاج لوسيط كى يثبت تدينه ؟؟!!..كيف لشعب ثائر على الظلم سيقبل بالحرام؟؟!!..ألم يكن عليهم الصمت - بالمرة - لمدة سنة على الاقل حتى تهدأ الأمور وتضح الرؤية السياسية ؟؟!!.. ألا يكفيهم دورهم الدعوى الإعلامى - الذى أثبت فشله بدليل كم الرشاوى والفساد بين الشعب "المتدين " -؟!!..
لقد صنعوا فتنة - أشد من القتل - هى الأخطر فى تاريخ مصر الحديث .. إنها فتنة الإستفتاء البغيضة والبغيض .. الفتنة التى وصل بهم أن إيهام الناس عن طريقها بأن الإستفتاء على اللإسلام حتى أن محمد سليم العوا الذى نادى وهو فى الميدان أيام الثورة بسرعة وضع الدستور بعد سقوط النظام رأيناه يؤيد "نعم" القاتلة !!..رأيناهم يحشدون العامة والبسطاء والجهلاء نحو نصرة الدين وإنقاذ الإسلام ومحاربة النصارى .. ولم يستوعبوا أفكار العقلاء بأن وضع دستور جديد فى دولة أغلبها مسلمون لن يؤثر على اللإسلام فى شيئ .. لم يستوعبوا أفكار المعتدلون من الأقباط أنهم مع المادة الثانية فى الدستور .. لم يستوعبوا أفكار القانونيين التى صاحت بأن وجود المادة الثانية لم يمنع فساد نظام مبارك وأن الأهم من وجود المادة الثانية فى الدستور هو وجودها فى قلوب الشعب وضمائرهم !!..
وحدثت الطامة و"قالت الصندييييق للدين "نعم" "!!..وتبعتها طامات أخرى من ادعاء المجلس العسكرى أن الإستفتاء كان على شرعيته وتبعها إعلانات دستورية فاسدة واحزاب دينية متطرفة لإرهابيين متقاعدين !!..وفى وسط كل هذا كنت أشعر أننى كالمجنون لأننى أرى إنسان يسرق سيارتى وانادى ياقوم انقذونى وهوا يضحك عليهم بأنه أخى وأننا نتداعب !!.. وللأسف يصدقه القوم ويكذبونى !!..
مرت الإعلانات الدستورية بفجرها ولم ينطق أحد ولم ينصر ارادة الناس التى انضحك عليها بالتوقيع على عقد من 8 بنود واذا بهم يتفاجئون انه قد تم استغلال توقيعهم وحشر بنود اخرى بين البنود على خلفية التوقيع بالاسفل !!..اكتفى "الإسلاميون" بمصالحهم الضيقة ونسوا مصلحة البلاد والعباد !!..
حاول تجار الدين تحسين صورتهم واصلاع التشوه .. بإدعاءات من نوعية انهم الاكثر اعتقالا فى عهد مبارك وتناسوا أن هذا لم يكن لنضالهم السياسى ولكن لممارسة شعائر دينهم التى كان يمنعها أمن الدولة الفاجر .. كما تناسوا أن منهم من كان متطرفا و مستنقعا لفيروسات الإرهاب بكل اشكاله !!..أين كان نضالهم ولم نرى منهم جورج اسحق صاحب اول كلمة كفاية فى مصر ؟!!..
حاولوا أن يعيشوا دور المضطهد والمنبوذ وأن الإعلام الليبرالى يحاربهم نكاية فى الإسلام وتناسوا أنهم بعد أن ربحت تجارتهم بالدين وتحقيق المليارات الفاسدة وركوب السيارات الفارهة والعيش فى مساكن الملوك .. فتحوا المزيد من دكاكين الأفيون الدينية وانهم وإن كان الإعلام "الليبرالى " يحاربهم فهم يملكون اعلاما يقولون عنه أنه يأخذ "الناس" للجنة وينشر "الرحمة"بينهم ويعلمهم "الحكمة" !!..فلماذا تعتقدون أن اعلامكم بلا جدوى وبلا تأثير وانكم تحاربون بلا سلاح اعلام ينقل وجهة نظركم للناس ؟؟!!!..ولكن الحقيقة ان اعلامهم به نفس الفساد الذى يشتكون منه ..وليتابع أحدكم المدعو خالد عبدالله .. الذى اندهش على وجودة خارج أسوار السجن حتى الأن بعد كل هذا العهر الإعلامى الذى يقدمة وكم الفيديوهات التى تثبت ادانته مع سبق الاصرار والترصد فى تشويه وقذف ابرز رموز هذا الوطن !!..
وأخيرا جاءت مرحلة الإنتخابات البرلمانية التى أثبتت تجارتهم بالدين لمن لم تثبت لديه بكل ما مضى .. فماذا نسمى وضع كل ماهو "ينتمى لتيارهم " فى موضع الايمان والجنة وتطبيق شرع الله ..ووضع كل من يخالفهم وان كان مسلما فى موضع الالحاد والعلمانية ونشر الفساد الذى لا يعرفون عنه سوى الشذوذ والدعارة وكانهم يعانون من سعار جنسى او كبت مزمن لم تتضح اسبابه حتى الان !!.. كيف لمواطن تخيره بين الجنة والنار وتنتظر منه أن يختار النار؟؟!! كيف لمواطن تخيره بين شرع الله وبين اى شيى اخر ويختار هذا الأخر؟؟!!..انها قمة الاتجار بالدين ..لقد شوهوا الحياة السياسية بأحزابهم المسخ ودمروا تفكيراالعامة بإستغلال تدينهم الفطرى - الغير حقيقى غالبا - وتخويفهم من النار مع الاخرين وترغيبهم فى الجنة معهم فقط !!..
يحاولون مغالطة انفسهم بإدعاء اننى أتهم الشعب الثائر بنفس اتهامات عمر سليمان ونظيف بأنهم شعب لا يمكنه ممارسة الديموقراطية !!..وهذا قول فى ظاهره حق ولكن يراد به باطل !!..فأنا وان كنت واقعى وأرى أن نسبة كبيرة من الشعب غير صالحين لممارسة الديموقراطية لكنى فى نفس الوقت لن امنعهم منها - والا فمتى سيتعلمون ممارستها ؟؟!! - ولكنى أريد فقط اللعب سياسيا طبقا لقواعد لعبة نظيفة بلا غش او تدليس .. فأنا اجزم ان 60% ممن صوتوا فى الانتخابات لاى حزب - والاغلبية للاحزاب الدينية - لا يعرفون شيئا عن السياسة ولا البرامج ولا الدستور وانما يريدون القضاء على فقرهم وتوفير الكفاف لمعيشتهم ...
ياسادة اننا نريد أن ننقذ ثورة المثقفين التى ساندها الشعب ..نريد أن نرفع القيود التى كبلوا الثورة بها ..قبل أن تأتى ثورة الفقراء - ولن أقول الجهلاء - التى لن يوقفها ولن يحجمها ولن يفلت منها أحدا !!.. أريد أن نقتص لدماء الشهداء قبل أن يموت الشعب جوعا او فى حربا أهلية ولن نفوز حتى بلقب الشهيد !!..
ياسادة الدين ليس سلعة نتاجر فيها .. لقد حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم التجارة فى المساجد رغم انها حلال خارجها فلماذا تتاجرون بالمساجد فى لعبة سياسية يصيب فيها البعض ويخطئ ؟!!..ياسادة الإسلام قوى ولا يحتاج لنصرته برلمان وإنما يحتاج لمسلمين يقيمون اركان الإسلام التى ليس من بينها " انتخاب الحرية والعدالة أو النور " !!..
9-12-2011 23:45
إلى لقاء مع موضوع " الإخوان الإنتهازيون "
حوار سلفي ليبرالي متحضر
ردحذفلاماطة اللثام عن الافكار الغريبه التي يتم اتهامنا بها
ادخل وشارك معانا وقول اللي نفسك فيه
http://www.facebook.com/groups/138427492908392/
من أكبر مآسى الثورة ( ظهور المتأسلمين .. ينادون بالاسلام ولا يطبقون شريعته .. ينادون بالحق ويحيدوا عن طريقه .. ينتفضون من أجل كرسي ولا ينتفضون من أجل استغاثة فقير.. ينادون بالحجاب والنقاب .. ولا يهمهم أن يهتك عرض مسمله !)
ردحذف