الجمعة، 6 يناير 2012

البرلمان بين شرطة مبارك وجيش طنطاوى !!

فى البداية يجب التأكيد على أن البرلمان القادم ليس هو برلمان الثورة ..فلن يكون أبدا معبرا عن روح ثورة يناير ودلك لأسباب عديدة سنتناقشها سويا فى كل مكان الأن ومستقبلا ..فى الشارع وفى المقالات . دعونى أبدأ بأن بأول الأسباب وهو ان أعضاءه ليسوا هم من قادو الثورة ولا من أتو بهم أمنوا بها حق إيمان ..بإستثناءات نادرة .
البرلمان المصرى ال\ى يخلو من ابو العلا ماضى وجورج اسحق وجميلة اسماعيل لا يمكن أن أسميه برلمان الثورة .. البرلمان الدى يضم متطرفين أتو بأصوات إسلامية ومسيحية متطرفة لن يكون برلمان الثورة .
علينا أن نصارح أنفسنا أن الأغلبية فى البرلمان القادم من أحزاب بعضها حرم الثورة والخروج على اللامبارك وأغلبها كانوا يخشون الثورة والخروج عليه بل أسرعوا حين إنضموا اليها فى التنكر لمبادئها وأهدافها .. ومن لا يصدق فليعود لأحداث ما قبل الثورة - بعيدا حتى عن كتاباتى - أو ليرجع لمسخرة الإستفتاء الدى جعل من ثورتنا أضحوكة وتركها هشة ضعيفة فى يد العسكر يمزقونها كيفما أرادوا !!..
إنها مصر بلد العجائب التى يعتنق شعبها منطق اللامنطق ..لدرجة أنهم أصبحوا يمنطقونه بل ويؤمنون به فى تحد صارخ لكل القوانين فى جميع الغلوم ..من العلوم السياسية الى العلوم النفسية !!..
إننا شعب خارج نطاق التوقعات ..فجيشنا ينتصر فى 73 بنفس الجنود والسلاح الدى سحق به فى 67 !!..حتى الزمالك يخسر الدورى بعد تقدمه ب 13 نقطة وفى ظل إستعداد الأهلى لتقبل الهزيمة !!..
إننا شعب يصفق لجيشه الدى نزل الشوارع فى 28 يناير ويرفع جنوده فوق الأعناق لانه اعتقد انهم نازلون لحماية الثورة والشعب كما فعل الجيش التونسى حينما أرغم الشرطة على الكف عن قتل التوانسة .. لكن فى نفس الوقت لا يتوقف الشعب عن التصفيق حينما يرى قوات الجيش تشارك فى موقعة الجمل بحيادها السلبى أحيانا و تسهيل المهة أحيانا أخرى .. لا ينطق الشعب حين يرى قوات جيشه تقتل فى ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء !!..
أغلب الناخبين لم يؤمنوا بالثورة ولم يصدقوها ولم يشاركوا فيها ..فكيف بهم يأتون ببرلمان يمثل هدة الثورة ؟؟!!..أغلب الناخبين مازلوا يتحدثون عن استقرار زائف وخانع ويتحججون بعجلة الاناج التى لا يعلمون عنها شيئا ودلك لتبرير تقاعسهم عن مناصرة الحق وتخادلهم فى دفع الظلم وسكوتهم أمام فساد الحكام !!..أغلب الناخبين لو عاد مبارك لقبلوه ولو حكم السلفيون لرضخوا اليهم !!..أغلب الناخبين لم يقرأوا ورقة عن من انتخبوهم وانما دهبوا خوفا من غرامة لن تطبق !!..أغلب الناخبون استسلموا لمحاولات تضليلهم باسم الشرع وباسم الدين وباسم كل الرسل والانبياء !!..أغلب الناخبين كانوا مستعدين للتصويت لأى فرد لمجرد كيلو سكر أو دعوة بالجنة أو رضا شيخ أو قسيس !!.. 
مازلنا فى أول طريق الديموقراطية وكل ما نفعله هو محاولة تعلم أساليب ديموقراطية حتى أننا لم ننجح فى اجراء انتخابات نزيهة بالمعنى المتكامل ولا حتى اعتصامات واضرابات محترمة تليق بشعب يملك ثورة كثورتنا !!..
فى رأيى أن هده الإنتخابات لا تختلف كثيرا عن سابقتها .. الفرق فى نوعية التزوير .. فإنتخابات شرطة مبارك كان التزوير فيها فجا و ظالما بكل معانى الكلمة وكانت الصناديق تعبأ بالأصوات فى بيوت المرشحين وأتباعهم من الحزب اللاوطنى وإن حدث وتصدى قاضى محترم لهم - ودلك نادرا - يتم التزوير فى الفرز وأحيانا فى إعلان النتائج . أما إنتخابات جيش طنطاوى فالتزوير فيها مختلف وأكثر احترافيا ولكنه أكثر قدارة .. فالجيش يصم أدانه ويعمى بصره وبصيرته وبعد أن كانت شرطة مبارك تعتقل الإخوان فجرا - بفتح وضم الميم - لعدم مشاركتهم فى الإنتخابات ..ترك جيش طناوى للإخوان الحبل على الغارب فلا حديث عن دعاية مضللة ولا تحقيق فى مخالفة القوانين ولا حساب على أى انتهاكات وبالمثل مع باقى "الإسلامين " ولا نثتثنى من دلك مرشحى الكنيسة وداعميهم وأضاليلهم فى الكنائس وخارجها . لم يتحرك جيش طنطاوى لفرض قوانين الإنتخابات النزيهة وعدم استغلال دور العبادة وترشيد الدعاية وتكافؤ الفرص واكتفى بالتأمين الدى من البديهى أن يحدث عندما يريد لان كل مفاتيح القوة والبلطجة فى يده !!..
هدا البرلمان المولود - مشوها - أمامه فرصة ككل الفرص التى تسنح لحكام مصر فى أن يقرر بنفسه غرضه من الحكم .. فإن قام هدا البرلمان بالقصاص وتحقيق مطالب الثورة من محاكمات عادلة وحريات حقيقية وعدالة للجميع فهو ادن يستثمر ثقة الناخبين فيه وإن لم يفعل فإنه لن يختلف بدلك عن مبارك وطنطاوى فى شيئ وموعدنا ميدان التحرير .
التحديات قادمة والشعب الدى يمنطق اللامنطق سلاح دو حدين .. اليوم تقبل أضاليلكم وغدا سيسحقككم إدا استكنتم لأوهامكم .. الشعب المتدين ظاهريا شديد الفسق داخليا - الا ما رحم ربى - لا ترتكنوا لرغبته فى تطبيق الشرع .. فرغبته فى الأكل أهم لديه !!.. الشعب الدى صفق لمبارك وطنطاوى واليوم يصفق للإخوان والسلفيين ليس مأمونا !!.. الثقافة هى الحل .. علموا هدا الشعب وثقفوه واتركوه يقرر مصيره إدا كنتم حقا تثقوم فيه وفى أفكاره واحترموا ارادته وقتها !!..
إياكم وأن تخدعكم أوهامكم أن هدا الشعب سيقبل بحاكم ظل إله على الأرض أو بخلافة أبدية لإمام المسلمين أو تقليص حريات ووصاية انسانية عليه ... خدوا حدركم جيدا .. أنتم الأن فى لعبة سياسية حدار أن يختلط عليكم الأمر وتقلبوها لعبة دينية عقائدية فستحترقون بنارها !!..
أما برلمان الثورة فهو قادم قادم بلا شك .. الثورة مستمرة .. وسوف تنتصر .. والثوار من التحرير وفى كل الميادين قادرون على انتزاع حريتهم وتوصيل صوتهم للشعب بكل تياراته حتى إن لم يمنحهم هدا الشعب فرصة فسيصلون إليه لأنهم لم يعتادوا اليأس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق