الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

الذكاء الإصطناعي .. جن العصر الحالي ..!!




جاتني فكرة الموضوع وأنا بقرأ معلومة عن تطبيق التعرف على الصور من "جوجل" والذي بشكل أخر نتج منه نسخة سموها "الإبن" أكثر ذكاءا من "الأب" وتفوق عليه فى السرعة والدقة..!!

طبعا أنا مش جاي أتكلم علميا لأن أنا لسه فى مرحلة الإنبهار من الويندوز لكن أنا بناقش الفكرة بشكل عام .. فكرة ان الكومبيوتر ال في البداية تأسس على يد البشر بالبرمجة وشيئا فشيئا أصبح يحل محل البشر فى أماكن عمل كثير تطلب عمليات حسابية معقدة أو ردود فعل سريعة .. مثلما فى خطوط الإنتاج والتعبئة مثلا حيث لا وجه للمقارنة فى السرعة والدقة بين الخطوط الألية وتلك الخطوط التي اعتمدت على القوي العاملة البشرية فى الماضي ..

ثم بدأ دخول البرمجة فى الألعاب " المحاكاة" بدأ من الشطرنج وصولا لألعاب الفيديو .. وهنا كانت البداية مجرد تصميم برنامج رقمي تعتمد برمجته على تخزين كل ردود الفعل المحتملة بناء على قوانين اللعبة المادية البحتة مع إحتمال خطئ ضئيل للغاية وإذ بنا نفاجئ بالكمبيوتر يهزم أبطال العالم فى الشطرنج ناهيك عن ألعاب أخري ككرة القدم وغيرها .. ربما لأن الخطئ البشري وارد ولو بسبب إنشغال أو عدم تركيز طارئ لكن الحاسوب لا يعرف المشاعر وبالتالي تركيزه من بداية إلى نهاية المبارة واحد لا يتغير ..

حتى وصلنا لذروة الأحداث فى وجهة نظري مع تكنولوجيا "الأتو بايلوت" تلك التي بلغ ثقة الإنسان فيها حد تسليم نفسه ومن معه لقيادتها على الأرض والبحر والجو مما يعني أن ذكاء الألة بلغ من القدرات مداه حتى أنه يري ويسمع ويفكر ويأخذ القرارات فى مجالات الخطأ الواحد يهدد حياة المئات وربما الألاف ..!!

أخطر المراحل وسبب تسمية الموضوع هي وصول قدرة الذكاء الإصطناعي حد "الخلق" بمعني أن لم يكتفي بالتحرك فى حدود البرمجة المسبقة مهما بلغ إتساع نطاقها لكن ومن باب إثبات تفوقه على العقل البشري المنشئ له أصبح يدخل تعديلات فى أساس التكوين والدخول فى مستويات جديدة لم يتوقعها الإنسان .. والمتابع للتطبيقات مؤخرا يجد عشرات القصص عن مثل هذه التطبيقات .. مما دفعني للتخيل .. ماذا لو خرجت أنظمة التحكم فى الكهرباء والأسلحة والأقمار الصناعية عن سيطرة مبرمجيها !؟.. فقد رأينا فيروسات دمرت أجهزة محمول وسرقت بيانات من حواسب شخصية وصولا إختراق أنظمة معقدة كالبنوك ولكن فى كل تلك الحوادث كان وراءها إنسان "هاكر" لكن ماهو قادم أن تكون هذه البرمجيات من الذكاء أن تتحرك ذاتيا وتتطور ذاتيا .. أن يكون لها إرادة حرة فى الفعل !؟؟..

وهنا تتوالي التساؤلات عن ماهية الذكاء الإصطناعي وقتها ؟؟ مخلوق أم خالق؟؟ فاعل أم مفعول به؟؟ .. هل تحركه فى الخير أو الشر نابع من فطرة أو خبرة مكتسبة ؟؟ هل هناك جينات إصطناعية متوارثة أم فقط متطورة عشوائيا ؟؟ .. هل سيستسهل الإنسان تدمير "الألة" الحديدة ككل أم سيحاول مناقشتها فكريا والقضاء علي تطرفها منطقيا ؟؟.. هل أصلا يمكن تدمير الذكاء الإصطناعي يومها ؟؟ هل من وصل لذكاء الخلق لا يمكنه الإختفاء؟؟ هل سيعتبروه الناس فى عالمنا الشرقي البائس "جن" و"عفاريت" ترانا ولا نراها ؟؟ هل سيصبح الذكاء الإصطناعي ديانة يعبدها هواة عبادة الأقوي؟؟ هل وهل وهل من ألاف الأسئلة التي أدعوكم لمناقشتها .. قبل أن يقرأها الذكاء الإصطناعي فى أدمغتنا فربما تغضبه فينتقم منا ..!!