إنه مرض لايقل خطورة عن مرض الشيزوفرينا المزمن الذى استوطن عقول الشعب المصرى .. فإن كانت الشيزوفرينيا هى أن نفعل الشيئ ونقيضه بنفس الإصرار والترصد فإن تخدير الضمير هو الذى يضمن عدم التحقق من الخير والشر فى أفعالنا ..يضمن عدم التيقن من العدل والظلم فى حياتنا .. يضمن عدم التثبت من الحق والضلال فى أقوالنا !!
عندما نرى موظف لا يعمل ويتفنن فى الهروب من عملة والتزويغ من أجل ماتش كورة أو مصلحة شخصية وحتى لا يفكر فى حرمانية ماله الذى يتقاضاه من عمله نراه يمارس التخدير مع ضميره بأفكار من عينية "على قد فلوسهم " "هوا حد جابلى شغل وما اشتغلتش " وهكذا مع انه سعى ورشى طوب الارض كى ينال وظيفة هوا يعلم مسبقا أنها بطالة مقنعة ولكنه يخدر ضميره حتى يصيبه الشلل وفى النهاية يصبح موظف فاشل أو فاسد أبهما أقرب !!
وهذا الأب الذى يغالى فى مهر وشبكة ابنته بحجة "تأمين المستقبل " و "محدش ضامن عمره " هو فى الحقيقة يعلم أنه يبعها كأى سلعة ويمارس عليها قواعد التجارة الرخيصة ولكن يخدر ضميره بأوهام "الحياة المترفة " و "اللى معاه قرش يسوى قرش " ولكن عندما تأتيه ابنته حزينة فاشلة أو مطلقة وربما مقتولة خائنة لن يفكر أبدا فى مسؤوليته عما حدث لها فقد أتقن تخدير ضميره حتى إنعدمت أحاسيس ابوته !!
وذلك الشرطى الذى غالبا إمتهن هذه المهنة بحثا عن المنظرة وربما الفساد والذي يقينا لإلتحق بها ولو بشبهة فساد لم يحقق فيها أحد .. عندما نراه جالسا على كرسى موتوسيكل المرور يرى الشارع وقد تحول إلى غابة ولا يحرك ساكنا ونراه فى سيارة النجدة يرى الضعيف وقد انتهكت كرامته ولا يتحرك مع أنه يبطش ويعذب ويقتل من أجل حاكم فاسد متحججا بأنه "عبد المأمور " أو " انه شعب همجى مايجيش الا بالكرباج " أو " هوا مين يقدر يعصى الأوامر " وأخيرا وليس أخر " القائد هيتحاسب عنى لو ظالمين الناس " !!!..
ومال لهذا الرجل وهذه المراة يتعاملون كمتنافسين على جائزة مجهولة فى حبهم وزواجهم ويستسلمون لسؤ فهم تاريخى وأبدى عن المراة التى لا يرضيها تراب الارض والرجل الذى لا يرضى الا بالعاهرات .. ولم يفكر أى منهم فى الشراكة الحياتية والمستقبل المشترك وقبلوا حياة فاشلة وأسر مفككة ..والحجج جاهزة .. "النصيب " " هما الرجالة كدا " .."المرأة خلقت من ضلع أعوج " !!!..
وقمة تخدير الضمير يا أصدقائى كانت فى الثورة .. فالشيوخ استسهلوا حرمة الخروج على الحاكم .. ونسوا فساده !!.. والموظفين فضلوا سلامة المشى بجوار الحائط ونسوا أحوالهم المهينة !!.. والبسطاء استسهلوا دعاء الله بلا عمل ..ونسوا فقانهم لأدميتهم !!..انظروا لمن يخون ومن يكفر ومن يزايد كلهم استسهلوا تخدير ضمائرهم حتى لا يشقوا فى سبيل هدف سامى أو غاية غالية وهى رفعة شأن وطنهم الذى نعيش فيه جميعا !! .. وهذا هوا الفرق بين صاحب الرسالة وصاحب المصلحة .. صاحب الرسالة الذى يؤمن بها ولا يرضى بالفشل أو بالمساومة عليها ويظل يدافع عنها ولو كلفه ذلك حياته .. أما صاحب المصلحة فهو من ينحنى أو يرتمى أو يلهث من أجل عضمة ككلب لا يعرف المبادئ أو الشرف أو الكرامة .. وإنما مصلحتى مصلحتى ومن بعدى الطوفان !!
تخدير الضمير ببساطة هو أن تبحث دائما عن الأعذار وليس عن الحلول .. تخدير الضمير هو أن تلقى باللوم على غيرك ولا تتمتع بثقة الإعتراف بالخطا .. تخدير الضمير هو أن تسكت صوت الحق بداخلك وتصم أذنيك عنه إذا علا صوته !!
كارثة تخدير الضمير هى أن بتكرار استخدامها يضمر تلقائيا حتى يموت نهائيا .. وعندها تكون قد فقدت إنسانيتك !!
عندما نرى موظف لا يعمل ويتفنن فى الهروب من عملة والتزويغ من أجل ماتش كورة أو مصلحة شخصية وحتى لا يفكر فى حرمانية ماله الذى يتقاضاه من عمله نراه يمارس التخدير مع ضميره بأفكار من عينية "على قد فلوسهم " "هوا حد جابلى شغل وما اشتغلتش " وهكذا مع انه سعى ورشى طوب الارض كى ينال وظيفة هوا يعلم مسبقا أنها بطالة مقنعة ولكنه يخدر ضميره حتى يصيبه الشلل وفى النهاية يصبح موظف فاشل أو فاسد أبهما أقرب !!
وهذا الأب الذى يغالى فى مهر وشبكة ابنته بحجة "تأمين المستقبل " و "محدش ضامن عمره " هو فى الحقيقة يعلم أنه يبعها كأى سلعة ويمارس عليها قواعد التجارة الرخيصة ولكن يخدر ضميره بأوهام "الحياة المترفة " و "اللى معاه قرش يسوى قرش " ولكن عندما تأتيه ابنته حزينة فاشلة أو مطلقة وربما مقتولة خائنة لن يفكر أبدا فى مسؤوليته عما حدث لها فقد أتقن تخدير ضميره حتى إنعدمت أحاسيس ابوته !!
وذلك الشرطى الذى غالبا إمتهن هذه المهنة بحثا عن المنظرة وربما الفساد والذي يقينا لإلتحق بها ولو بشبهة فساد لم يحقق فيها أحد .. عندما نراه جالسا على كرسى موتوسيكل المرور يرى الشارع وقد تحول إلى غابة ولا يحرك ساكنا ونراه فى سيارة النجدة يرى الضعيف وقد انتهكت كرامته ولا يتحرك مع أنه يبطش ويعذب ويقتل من أجل حاكم فاسد متحججا بأنه "عبد المأمور " أو " انه شعب همجى مايجيش الا بالكرباج " أو " هوا مين يقدر يعصى الأوامر " وأخيرا وليس أخر " القائد هيتحاسب عنى لو ظالمين الناس " !!!..
ومال لهذا الرجل وهذه المراة يتعاملون كمتنافسين على جائزة مجهولة فى حبهم وزواجهم ويستسلمون لسؤ فهم تاريخى وأبدى عن المراة التى لا يرضيها تراب الارض والرجل الذى لا يرضى الا بالعاهرات .. ولم يفكر أى منهم فى الشراكة الحياتية والمستقبل المشترك وقبلوا حياة فاشلة وأسر مفككة ..والحجج جاهزة .. "النصيب " " هما الرجالة كدا " .."المرأة خلقت من ضلع أعوج " !!!..
وقمة تخدير الضمير يا أصدقائى كانت فى الثورة .. فالشيوخ استسهلوا حرمة الخروج على الحاكم .. ونسوا فساده !!.. والموظفين فضلوا سلامة المشى بجوار الحائط ونسوا أحوالهم المهينة !!.. والبسطاء استسهلوا دعاء الله بلا عمل ..ونسوا فقانهم لأدميتهم !!..انظروا لمن يخون ومن يكفر ومن يزايد كلهم استسهلوا تخدير ضمائرهم حتى لا يشقوا فى سبيل هدف سامى أو غاية غالية وهى رفعة شأن وطنهم الذى نعيش فيه جميعا !! .. وهذا هوا الفرق بين صاحب الرسالة وصاحب المصلحة .. صاحب الرسالة الذى يؤمن بها ولا يرضى بالفشل أو بالمساومة عليها ويظل يدافع عنها ولو كلفه ذلك حياته .. أما صاحب المصلحة فهو من ينحنى أو يرتمى أو يلهث من أجل عضمة ككلب لا يعرف المبادئ أو الشرف أو الكرامة .. وإنما مصلحتى مصلحتى ومن بعدى الطوفان !!
تخدير الضمير ببساطة هو أن تبحث دائما عن الأعذار وليس عن الحلول .. تخدير الضمير هو أن تلقى باللوم على غيرك ولا تتمتع بثقة الإعتراف بالخطا .. تخدير الضمير هو أن تسكت صوت الحق بداخلك وتصم أذنيك عنه إذا علا صوته !!
كارثة تخدير الضمير هى أن بتكرار استخدامها يضمر تلقائيا حتى يموت نهائيا .. وعندها تكون قد فقدت إنسانيتك !!
عندما يموت الضمير يموت الإنسان من داخلة
ردحذفبسيطة ومباشرة يافيلسوف