بالنسبة لى رواية "ترنيمة سلام" للكاتب أحمد عبد المجيد .. كتالوج نفسى أكثر من كونها رواية درامية .. أحببتها أكثر فى سياق البحث عن الذات والسعى للوصول لحالة سمو روحانى تعالج بعض من أمراضنا المجتمعية ..
رغم أنها العمل الأدبى الأول الذى قرأته للكاتب أحمد عبد المجيد لكنى احترمت وفاءه لمن حببوه فى الكتابة أو أثروا أفكاره عن طريق القراءة لهم وهذا تواضع وصراحة قلما نجدها فى كاتب شاب حازت روايته على جائزة بحجم جائزة الشيخ زايد 2014 ..
التركيبة الروائية ليست بالإثارة المميزة فأحداثها فى يوم واحد بين شخصين تقابلا فى قطارأحدهما يروى حكاية امتدت لسنوات عن شخص ثاالث .. هذا ما سيبدوا لك فى البداية ويتغير فى النهاية لشيئ أشبه من الهلوسة الذهنية فى ختام سريع غير متقن ولا يتناسب مع تفاصيل الحكاية الكثيرة ..
أما الرسائل التى تضمنتها الرحلة والحكاية فهى ما تستحق الإشارة إليها وتناولها بشيئ من التفصيل وطرحها كموضوعات مستقلة للتأمل لماف يها من معانى إنسانية صوفية أعترف بتأثرى بها كثيرا منذ إنتهائى من قراءة الرواية ..
"المتعة والسعادة ليستا دائما نفس الشيئ .. المقامر يشعر بمتعة كبيرة وهو يقامر بكل ما يملك ,ويعود إلى طاولة القمار مرارا وتكرارا ظانا أنها تحمل له السعادة .. لكنها سعادة مؤقتة ,مزيفة,قد تتلوها سنون من الندم" ..
أيهما نفضل المتعة أم السعادة؟؟ وهل سعادتنا ناتجة من سلسلة من المتع المتتالية أو المتوازية؟؟أم أننا نكتفى بالمتع ظنا منا بإستحالة السعادة؟؟هل هناك حقا السعادة!؟!..
"فكل ميسر لما خلق له " مقولة رددها أبطار الرواية بإيمان شديد يدفعنى للإشارة عن رؤيتى لمعضلة البشرية "
هل الإنسان مسير أم مخير؟" وفى رأيى أنه مسير بشكل يبدو إختياريا .. فبما أنه لا وجود للصدفة فإن أفعالنا تبدو إختياريا بعد إنسداد كافة البدائل الأخرى .. كمثال الفأر فى المتاهة .. يبدو له أن كل الطرق تحمل إحتمال الوصول لقطعة الجبن فى نهاية المتاهة لكن فى الحقيقة طريق واحد فقط سابق التجهيز هو الطريق الوحيد !.
"وددت كثيرا لو تدعمنى , أن تخبرنى أنها واثقة من نجاحى , حتى لو كانت كاذبة . كان هذا سعنى لى الكثير " ..
كم منا تسبب دعمه فى نجاح شخصا أخر ؟؟ كم منا فشل لعد وجود الدعم الكافى له ؟؟ من منا يمتلك جرأة الإعتراف أن نجح بلا دعم ؟؟ ومن منا كذب تشجيعا لإبن أو صديق وتحول كذبه دافعا لنجاحهم فعلا ؟؟ .. إبتسامة صباحية تصنع المعجزات بيومك كله وفكرة سلبية تقضى على ماتبقى من حياتك .
"كل شيئ فى الكون يغنى ويعزف لحنه الخاص .. كل شئ يؤدى دوره فى أوركسترا كونية لا تتوقف أبدا عن العزف" ..
هل سعينا نحو التأمل فى الكون حد الذوبان فيه ؟؟ هل شاركنا فى العزف الكونى مرة أم إكتفيا بالسمع أم كنا نشاذا فى لحنه ؟؟
"نحن تائهون فى الزمن , بينما الزمن ليس سوى فكرة وهمية اخترعناها من أجل تنظيم حياتنا , لا يوجد زمن حقيقة , الزمن مرتبط بالحدث , فإذا لم يكن هناك حدث فلا يوجد زمن" ..
تخيل ان الماضى بما يحزنك فيه والمستقبل بما يقلقك عنه مجرد أرقام لسنين وأيام وساعات بدون أحداث هل كانا ليسببا لك كل هذا الألم والقلق ؟؟!!
"أزل من قلبك الأحمال الثقيلة التى حملته إياها طوال السنين الماضية , حينما تنظفه من كل مافيه من غضب وحقد وخوف ويأس وألم وأنانية ..حينها فقط ستجد بداخله ما تبحث عنه"..
رغم إستحالة الفكرة عمليا لكنى على يقين أن السلام فى نهيتها يقينا .. لقد لوثنا المجتمع وطمس على فطرتنا الإنسانية السليمة وحولنا لذوات وهمية نعيش بها الحياة ولا نحياها .
"لا يوجد " لو لم" .. لو عاد الزمن ياعزيزى فستختار نفس الخيارات أو خيارات موازية لها ستنتهى بك إلى نفس النقطة التى أنت فيها الأن .. ليست الفكرة هنا فى تغيير مصيرك , ولكن فى "ما الذى استفدته" ..
كم من الوقت ضيعناه فى البكاء على اللبن المسكوب ؟؟ كم جلدنا الذات باللوم على إختيارات فى الماضى رغم أننا أخذناها بإرادتنا وقتما كانت الإختيارات الأصوب فى أعيننا ووفق حساباتنا وقتها .. إذن اللوم لن يفيد وجلد الذات مضر والوقت لن يعود .
"أتذكر بصعوبة الشخص الأحمق الذى كنته منذ عدة شهور , حينما كنت أخاف الناس وأغضب منهم وأتعارك معهم .. لم أكن أعلم شيئا وقتها , كنت أرانى "أنا" وأراهم "هم" وكنت أخاف على "أنا" من"هم" الأن لم أعد أرى سوى "أنا"و"نحن".
99% من مشاكلنا مع الأخر تنتهى حالا إذا وضعنا أنفسنا مكانه .. أفشل أحيانا فى التنفيذ رغم نجاح تجاربى مع الأخرين فى الشارع والعمل والمنزل .. يمنعنا الكبر كثيرا من التمتع بمثل هذا المبدأ الرائع !!
"أنا هو أنا .. كلنا أنا .. أنا شجرة "
ثلاثة مبادئ صوفية أتمنى أن يمارسها الجميع كى يتصالحوا مع أنفسهم ويقبلوها ثم يحبوا الأخر ويمتزجوا معه وأخيرا يثبتوا راسخين فى السلام النفسى للأبد .
"التجارب لا يمكن استنساخها لأن لكل منا ظروفه وطريقه الخاص"
أو كما قال باولو كويلو "اصنع اسطورتك الذاتية" .. كفانا تقليدا للتابوهات وإعتبار تجارب الأخرين مهما نجحت مقياسا نقيس به تجاربنا .. يجب أن نمارس تجربتنا .. نتعلم ممن سبقونا ولا نقلدهم .. ربما نصل لنتائج أكثر تميزا .. أو على الأقل سنستمتع بتجربتنا الذاتية وبما وصلنا إليه من نتائج بقناعاتنا ورؤيتنا وإرادتنا الحرة .. الحرية كنز يبقى .
رغم أنها العمل الأدبى الأول الذى قرأته للكاتب أحمد عبد المجيد لكنى احترمت وفاءه لمن حببوه فى الكتابة أو أثروا أفكاره عن طريق القراءة لهم وهذا تواضع وصراحة قلما نجدها فى كاتب شاب حازت روايته على جائزة بحجم جائزة الشيخ زايد 2014 ..
التركيبة الروائية ليست بالإثارة المميزة فأحداثها فى يوم واحد بين شخصين تقابلا فى قطارأحدهما يروى حكاية امتدت لسنوات عن شخص ثاالث .. هذا ما سيبدوا لك فى البداية ويتغير فى النهاية لشيئ أشبه من الهلوسة الذهنية فى ختام سريع غير متقن ولا يتناسب مع تفاصيل الحكاية الكثيرة ..
أما الرسائل التى تضمنتها الرحلة والحكاية فهى ما تستحق الإشارة إليها وتناولها بشيئ من التفصيل وطرحها كموضوعات مستقلة للتأمل لماف يها من معانى إنسانية صوفية أعترف بتأثرى بها كثيرا منذ إنتهائى من قراءة الرواية ..
"المتعة والسعادة ليستا دائما نفس الشيئ .. المقامر يشعر بمتعة كبيرة وهو يقامر بكل ما يملك ,ويعود إلى طاولة القمار مرارا وتكرارا ظانا أنها تحمل له السعادة .. لكنها سعادة مؤقتة ,مزيفة,قد تتلوها سنون من الندم" ..
أيهما نفضل المتعة أم السعادة؟؟ وهل سعادتنا ناتجة من سلسلة من المتع المتتالية أو المتوازية؟؟أم أننا نكتفى بالمتع ظنا منا بإستحالة السعادة؟؟هل هناك حقا السعادة!؟!..
"فكل ميسر لما خلق له " مقولة رددها أبطار الرواية بإيمان شديد يدفعنى للإشارة عن رؤيتى لمعضلة البشرية "
هل الإنسان مسير أم مخير؟" وفى رأيى أنه مسير بشكل يبدو إختياريا .. فبما أنه لا وجود للصدفة فإن أفعالنا تبدو إختياريا بعد إنسداد كافة البدائل الأخرى .. كمثال الفأر فى المتاهة .. يبدو له أن كل الطرق تحمل إحتمال الوصول لقطعة الجبن فى نهاية المتاهة لكن فى الحقيقة طريق واحد فقط سابق التجهيز هو الطريق الوحيد !.
"وددت كثيرا لو تدعمنى , أن تخبرنى أنها واثقة من نجاحى , حتى لو كانت كاذبة . كان هذا سعنى لى الكثير " ..
كم منا تسبب دعمه فى نجاح شخصا أخر ؟؟ كم منا فشل لعد وجود الدعم الكافى له ؟؟ من منا يمتلك جرأة الإعتراف أن نجح بلا دعم ؟؟ ومن منا كذب تشجيعا لإبن أو صديق وتحول كذبه دافعا لنجاحهم فعلا ؟؟ .. إبتسامة صباحية تصنع المعجزات بيومك كله وفكرة سلبية تقضى على ماتبقى من حياتك .
"كل شيئ فى الكون يغنى ويعزف لحنه الخاص .. كل شئ يؤدى دوره فى أوركسترا كونية لا تتوقف أبدا عن العزف" ..
هل سعينا نحو التأمل فى الكون حد الذوبان فيه ؟؟ هل شاركنا فى العزف الكونى مرة أم إكتفيا بالسمع أم كنا نشاذا فى لحنه ؟؟
"نحن تائهون فى الزمن , بينما الزمن ليس سوى فكرة وهمية اخترعناها من أجل تنظيم حياتنا , لا يوجد زمن حقيقة , الزمن مرتبط بالحدث , فإذا لم يكن هناك حدث فلا يوجد زمن" ..
تخيل ان الماضى بما يحزنك فيه والمستقبل بما يقلقك عنه مجرد أرقام لسنين وأيام وساعات بدون أحداث هل كانا ليسببا لك كل هذا الألم والقلق ؟؟!!
"أزل من قلبك الأحمال الثقيلة التى حملته إياها طوال السنين الماضية , حينما تنظفه من كل مافيه من غضب وحقد وخوف ويأس وألم وأنانية ..حينها فقط ستجد بداخله ما تبحث عنه"..
رغم إستحالة الفكرة عمليا لكنى على يقين أن السلام فى نهيتها يقينا .. لقد لوثنا المجتمع وطمس على فطرتنا الإنسانية السليمة وحولنا لذوات وهمية نعيش بها الحياة ولا نحياها .
"لا يوجد " لو لم" .. لو عاد الزمن ياعزيزى فستختار نفس الخيارات أو خيارات موازية لها ستنتهى بك إلى نفس النقطة التى أنت فيها الأن .. ليست الفكرة هنا فى تغيير مصيرك , ولكن فى "ما الذى استفدته" ..
كم من الوقت ضيعناه فى البكاء على اللبن المسكوب ؟؟ كم جلدنا الذات باللوم على إختيارات فى الماضى رغم أننا أخذناها بإرادتنا وقتما كانت الإختيارات الأصوب فى أعيننا ووفق حساباتنا وقتها .. إذن اللوم لن يفيد وجلد الذات مضر والوقت لن يعود .
"أتذكر بصعوبة الشخص الأحمق الذى كنته منذ عدة شهور , حينما كنت أخاف الناس وأغضب منهم وأتعارك معهم .. لم أكن أعلم شيئا وقتها , كنت أرانى "أنا" وأراهم "هم" وكنت أخاف على "أنا" من"هم" الأن لم أعد أرى سوى "أنا"و"نحن".
99% من مشاكلنا مع الأخر تنتهى حالا إذا وضعنا أنفسنا مكانه .. أفشل أحيانا فى التنفيذ رغم نجاح تجاربى مع الأخرين فى الشارع والعمل والمنزل .. يمنعنا الكبر كثيرا من التمتع بمثل هذا المبدأ الرائع !!
"أنا هو أنا .. كلنا أنا .. أنا شجرة "
ثلاثة مبادئ صوفية أتمنى أن يمارسها الجميع كى يتصالحوا مع أنفسهم ويقبلوها ثم يحبوا الأخر ويمتزجوا معه وأخيرا يثبتوا راسخين فى السلام النفسى للأبد .
"التجارب لا يمكن استنساخها لأن لكل منا ظروفه وطريقه الخاص"
أو كما قال باولو كويلو "اصنع اسطورتك الذاتية" .. كفانا تقليدا للتابوهات وإعتبار تجارب الأخرين مهما نجحت مقياسا نقيس به تجاربنا .. يجب أن نمارس تجربتنا .. نتعلم ممن سبقونا ولا نقلدهم .. ربما نصل لنتائج أكثر تميزا .. أو على الأقل سنستمتع بتجربتنا الذاتية وبما وصلنا إليه من نتائج بقناعاتنا ورؤيتنا وإرادتنا الحرة .. الحرية كنز يبقى .