لو لم يكن لكتابات ابراهيم عيسي سوي طرح الأسئلة لكفاها علي الاقل يكفيني كم الأسئلة والبحث الذي قمت بهما منذ بدأت قراءة روايته الأحدث "رحلة الدم". كلامي عنها مش تلخيص او نقد ولكن مشاركة في الأسئلة والبحث لأن قراءة التاريخ من باب الحكايات هو أمتع مايمكنك معرفته عن الماضي. ويحسب لابراهيم عيسي انه جمع روايته من كتب التراث التي لا يمكن لمنتقديه الطعن فيها بعد سبق تقديسها في حكايات وروايات كثيرة. الرواية كانت سبب في معرفتي معلومات ماسمعتهاش من قبل كدا وأظن ان اغلب رجال الدين يبتعدون عن ذكرها مهما اختلفت نواياهم الطيبة او المتسلطة. مثلا هل كنت تعلم ان رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يقتل الا شخصا واحدا ودفاعا عن النفس في غزوة احد؟ هل سمعت عن عبدالله بن ابي السرح احد كتبة الوحي واشهر المرتدين وقصة العفو عنه ثم حكم مصر في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه؟ هل تبحرت في نسب الصحابة في صدر الاسلام؟ هل قال لك احد مشايخك شيئا عن صراع الصحابة وقت الفتنة علي الحكم وحتي علي جمع القرءان ؟..هل كمصري تعرف كيف تم فتح مصر ودور القبط في حرب الروم بدون مثالية الملائكة وارهاب الشياطين؟ ...
"لكن صخبهم تأكل وصمتهم ارتفع حين رأوا عليا يفلت ذراعيه من أكف من حوله ويمسك بعمامته فيخلعها عن رأسه ثم يرفعها عاليا بذراعه ثم يرميها بأقوى ما يملك من عزيمة فوق سور دار عثمان وهو يناديه :
-ياعثمان، اشهد أنني جئت وحاولت وأنني برئ منهم.
كان عثمان يسمعه في الداخل وهو يبكي،...
بينما كانت عمامة علي التي قذفها في فناء الدار ملفوفة وملمومة في يد الحسن الذي لهج لعثمان قائلا:
- هؤلاء لا دينهم ديني ولا أنا منهم."
هل بحث أحدكم عن من هم الثلاثة عشر من "الصحابة" الذين يعرفهم حذيفة ابن اليمان بعد محاولة قتل الرسول عليه الصلاة والسلام في رحلة عودته من تبوك؟
قبل ان تطعن في نوايا ابراهيم عيسي او نوايا العبدالله او حتي ترديد حجة العلم الذي لا ينفع والجهل الذي لا يضر فكر وابحث. مش يمكن لو كانت نظرتنا اتغيرت لحد الردة مكناش وصلنا لسعار التكفير والتقتيل بين المسلمين وماوصلناش لانقسام السنة والشيعة !؟ .. مش يمكن لو استوعبنا عفو الرسول عن مرتد كعبدالله بن السرح او قاتلة كهند بنت عتبة رغم مناداته بقتلهم ولو تعلقو بستار الكعبة دون عن اهل مكة الطلقاء.. كنا ادركنا عمق رحمته صلي الله عليه وسلم المهداة للانسانية. مش يمكن كانت الوجوه ازدادت بشاشة والدعوة زادت لين حين تجد قدرة الله تحول دون قتل مرتد بل ووصوله للحكم. ولا يمكن كنا بطلنا تقديس الاشخاص وفهمنا انهم مجرد بشر نالو الصحبة الشريفة ومع ذلك لم تمنعهم الفتنة والشهوة والخطأ وبالتالي كيف حالنا ونحن لم نري ولم نسمع ما رأووه وسمعوه..مش يمكن كان قل التسلط واحتكار التقوي وتسييس الدين.. مش يمكن كان ساد العدل والرحمة للانسان دون النبش في نواياه وتركنا ما لله لله رب القلوب ومالك الارواح.. مش يمكن لا ظهرت داعش ولا القاعدة ولا طالبان ولا مايستجد من عنف وارهاب وادعاء جهاد لا يقتل الا المسالمين والمسلمين ويترك الاعداء في هناء يتابعون صراع الجهل والتخلف.. لقد بحثت وقرأت لكل وجهات النظر وحاولت ان احلل فقط ما اجمعت عليه الروايات وباب النقاش مفتوح لمن لديه وجهة نظر مختلفة.العبور للمستقبل دون حسم التاريخ هو ما يبقينا في مرحلة الزحف في المكان لا تقدمنا ولا ارتقينا والعالم من امامنا يسبقنا بسنين ضوئية لأنهم تعلمو من ماضيهم فتحرروا منطلقين لمستقبلهم. الاسئلة مستمرة والبحث دائم مادامت نعمة العقل في رأسي. #قاسميات