كل سنة زى دلوقت ترجع نفس الأسئلة تلح عليا بشكل هستيرى وأندهش من مرور
سنين وأنا بطرح الأسئلة دى حتى على نفسى بشكل عابر دون الدخول فى عمق التفاصيل
!!..
السنادى بعد عودة الإلحاح أكثر شدة قررت إنى أبحث وأسأل وأنشر أسئلتى وما
توصلت إليه علنا فى مدونتى يمكن أجد ماهو أكثر مما وصلت إليه لدى أصدقائى أو أخرين
مهتمين بنفس أسئلتى .
أسئلتى بإختصار تتمحور حول "صلب لمسيح" حيث أن صلب العقيدة
المسيحية هو صلب المسيح كما أن صلب الإختلاف بين الإسلام والمسيحية هو صلب المسيح
!
هحاول أعرض أسئلتى وأفكارى بشكل حيادى لا يوجه إتهام أو سخرية أو نقد
لمعتقدات .. سوف أعرضهم كإنسان باحث عن الحقيقة أو على الأقل يبحث عن الطريق
للوصول للحقيقة .
البداية دائما كمسلم تكون من القرءان الكريم .. {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا
قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا
صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ
مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً
}النساء157
بفهمى الإنسانى المؤمن بالله المتدين بالإسلام .. أفهم أن من قالوا هم من
قتلوا يعنى اليهود ودى لفتة أن القائلين بالقتل (الصلب) ليس وحدهم المسيحيين ..
نفى الأية للقتل والصلب اصلا وتأكيد التشبيه لهم ياخدنا لوجهة نظر أخرى .. إذن من
شبيه المسيح ؟!!.. ومتى حدث التبادل ؟!!.. ومن من الحاضرين لاحظ؟!!.. وإن كانت قدرة
الله لا حدود لها وأسهل ما يكون هى عملية التبديل والتشبيه فلماذا لم يعلم أحد
بالتبديل والتشبيه ؟!!.. أجده أمرا عصيا عن الفهم أن يتم التبديل والتشبيه دون
معرفة أحد سابقا أو لاحقا !!.. إذن ما الحكمة ؟!!.. كل الأيات القرءانية التى
تحدثت عن المسيح وأمه ودينه لم تذكر شيئا عن مرحلة التبديل والتشبيه غير هذه الأية
التى نفته دون أن تشرح مابعده .. ولا أقصد بما بعده من رفع للسماء .. ولكن مابعده
من كشف التبديل والتشبيه .. لماذا أنا أهتم بهذه النقطة ؟!!.. ببساطة لأن أجداد
أصدقائى من المسيحيين حينما رأو المصلوب (شبيه المسيح) رأوه مسيحا ولم ينفى لهم
أحد ذلك ولذلك هم رأو صلب المسيح وأمنوا بصلب المسيح وموته أو قتله .. نعود للأية
ونجدها تتحدث عن المختلفين فى شأن الصلب وان ليس لهم علم الا اتباع الظن ..
الإختلاف هنا يتطلب مؤيد ومعارض .. الأن المؤيد مسيحى والمعارض مسلم .. لكنى أعتقد
أن الإختلاف المذكور راجع للإختلاف فى حينه .. إختلاف يوحى أن من شهدوا الصلب فيهم
من فهموا حقيقة التشبيه والتبديل .. إذن أين نسل من فهموا ذلك .. المسيحيين ألان
يختلفون فى طبيعة العذراء وفى الطقوس وربما فى نظرتهم للمسيح نفسه لكن لم أجد
مسيحيا شرقيا أو غربيا يرفض فكرة الصلب !!.. اليقين أنهم لم يقتلوه (اليهود) فهل
رفع للسماء قبل الموت .. أم بعد القيامة ؟!!..
القرءان الكريم فى أيات كثيرة يتحدث عن المسيحيين (النصارى) بكثير من الود
والرحمة عكس ما يروج له أساطين الكهنوتيين من المسلمين والمسيحيين من كفر متبادل
وجهنم منتظرة ..
"مِّنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ
وَهُمْ يَسْجُدُونَ. يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي
الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ" (سورة آل عمران 113).
"وَلا
تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، إِلاَّ الَّذِينَ
ظَلَمُوا مِنْهُمْ، وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ
إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ، وَنَحْنُ لَهُ
مُسْلِمُونَ" (سورة العنكبوت 46).
"فَإِن
كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ
الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ" (سورة يونس 94).
"وَمَا
أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ
الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" (سورة الأنبياء 7).
"وَقَفَّيْنَا
بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ، وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ
اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً" (سورة الحديد 27).
"لَتَجِدَنَّ
أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ
أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ
الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ
وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ" (سورة المائدة 82).
من كل الأيات السابقة
أفهم كإنسان مؤمن بالله متدين بالإسلام .. أن هناك طائفة من أهل الكتاب (النصارى)
يؤمنون بالله .. إلههم واحد .. من الصالحين الذين يسعون إلى الخيرات .. ملتزمين
بالإيمان بما جاء إليهم .. ورسولنا محمد عليه الصلاة والسلام مطلوب بسؤالهم عند
الشك ..
فيما يخص مسألة الصلب
.. ما أفهمه من سياق القرءان أن المسيح لم يصلب ولم يموت كما يعتقد المسيحيين ..
وبما أننا لم نصل للطائفة التى علمت وقت المسيح بمسألة التشبيه والتبديل وبما أن
أيات القرءان بعد 600 سنة من المسيحية تتحدث عن متديين مؤمنين صالحين يعنى أن
هؤلاء يرضى عنهم الله ورسوله إذن هم ليسوا مؤمنين بالصلب والقتل .. إذن أين أثارهم
؟!! .. أين تراثهم ؟!!.. أين وارثيهم ؟!!.. هل هناك من يعلم عنهم شيئا او رأى منهم
أحدا ؟!!.. عشرات ربما المئات كانوا حاضرين مشهد الصلب والقتل على يقين أنه المسيح
من صلب ومن قتل .. فلماذا صمت من يعلمون الحقيقة ؟!!.. لماذا نشر تلاميذ المسيح
الديانة بمفهومها الحالى ولم يذكروا حقيقة التشبيه والتبديل ؟!!..
كورنيليوس
تاسيوس (55ب.م.) مؤرخ روماني ملحد، ويعتبر من أعظم مؤرخي روما القديمة . سجل قصة صليب
المسيح بالتفصيل في مجلداته التي وصل عددها الى الثمانية عشر مجلداً !! .
جوزيفس (37 - 97 ب.م. ) مؤرخ يهودي كتب عن تاريخ
شعبه في عشرين مجلداً . حيث سجل قصة حياة المسيح وتعاليمه ، ومعجزاته ، وقصة صلبه بالتفصيل
، بأمر من بيلاطس البنطي . ثم أشار ايضاً الى ظهور المسيح لتلاميذه حياً في اليوم الثالث
!!.
التأريخ مازال مثار
جدل بين الجميع .. وكلن يدحض حيثيات الأخر .. ومن السهل الإقتناع بتزوير التاريخ
لصالح الأقوى وأصحاب النفوذ والمصالح .. لكن التأريخ فيما يخص الصلب كان فى
الأناجيل المسيحية التى أمرنا الله بالإيمان بها .. وذكر أيضا تحريفها دون بيان
تفاصيل عن حقيقتها أو مع من توجد خصوصا وأن دوام العمل بها وعدم نسخها يجعلنا فى
حاجة لها حتى لا نحكم بما ألفه المؤلفون أو ظنه الظانين !!..
"وَقَفَّيْنَا
عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ، وَمُصَدِّقًا لِّمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ. وَلْيَحْكُمْ
أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ، وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا
أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ
وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ" (سورة المائدة 46-48).
إذا كان المسيحيين
رأو الصلب والموت ولم يروا التشبيه والتبديل وأمنوا بالصلب والموت وظلوا مؤمنين
بتأكد معتقدهم بالأناجيل الأربعة إذن من يتحمل ذلك؟!!.. ولماذا لا يجادلهم
المسلمون بالتى هيا احسن إذا كان السعى للحقيقة وليس للإنفراد بالله ؟!!.. ولماذا
لا يعلن علماء الأديان والباحثين نتائجهم التى تدحض هذا الفكر أو ذاك ؟!!
لقد
كان الصليب رمزا للكنيسة منذ نشوئها ، فكنت ترى الصليب مرفوعاً على مناراتها وموضوعاً
على تيجان ملوكها ومنقوشاً على مقابر تابعيها ليذكرهم بمحبة الله العظيمة لخلاص البشرية
. ومن العجب ان ترى علامة الصليب محفورة بكثرة على جدران دهاليز المقابر (الكاتاكومب)
الموجودة تحت الأرض في روما منذ القرن الأول الميلادي. وفى سياق التفاخر بحرية العقيدة لم ينكر السلف من المسلمين عليهم
صلبانهم .. وكان أحرى بهم هدم صلبانهم وترك كنائسهم وإلا فبقائها وإن كان لا يعنى
حقيقة الصلب فعلى الأقل يقر ترك الأمر لله دون حكم بالكفر أو الشرك لعل الله يعلم
مالا نعلم ويريد ما لا نعرفه فالتسليم لقضاءه وقدره يستوجب تسليم الحكم له منفردا
حين نجتمع أمامه فى قيامه لا ينكرها أحد .
"وَلْيَحْكُمْ
أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ، وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا
أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ". بل ما كان يصدر
أيضًا ذلك الأمر: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ
تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ"
(سورة المائدة 68).
أين التواره والإنجيل
؟!!.. وهل وصل الكذب على الله أن يتم تدميرهم نهائيا وخلق أديانا جديدة كليا بكامل
تفاصيلها يصل معتنقيها لملايين البشر ؟!!.. وهل غياب الأصل من التوارة والإنجيل
عذر لمعتنقيهم فى إتباع المحرف الأن ؟!!.
"إِذْ
قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ، وَمُطَهِّرُكَ
مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ
كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (سورة آل عمران 55). فأين الذين اتبعوه ألان ؟.. ولماذا يتوافق المسلمون والمسيحيون فى
حياة المسيح ورفعته ولكن تظل معضلة الصلب نقيض يهدم بيه الطرفان أى إتفاق ؟!!
رجال الدين (أى دين)
يتحملون ما وصلت له البشرية من تدنى فى إنسانيتها .. ففى سبيل فرض سلطتعم على
البشر بترسيخ قصص وأساطير .. أصبحنا لا نعرف حقيقتها من كذبها .. وعلى سبيل المثال
لا الحصر ظهورات المسيحية من نور وتجسيم .. وكرامات أولياء المسلمين من إنتقال
وإرتقاء .. هذا ما جعل تابعى أى دين لا يروا غيره ولا يفكروا فى غيره .. تحت تأثير
عرض متواصل لما يجعلهم هائمين برجال دينهم
لا يبحثون وراء ما يقولوه او يفعلوه .
لن أخوض فى أكثر من
هذا لموروثات شعبية أصبحت دينا وخزعبلات فكرية وسعت الشرخ فى الهوية الإنسانية ..
وتمادت الأطراف فى ترسيخ الإختلاف بدل من مناقشته وحله .. حتى أصبح الإيمان بالدين
الفلانى إيمان مطلق وكفر بالدين الأخر كفر مطلق .. مع أن البديهى أن كل دين يكمل الأخر
لصالح البشرية ومن أجل الله .. فلا مبرر أن أكفر إنسان وأقتله من أجل كفره (الذى
كفرته أنا له) مدعى فى النهاية أن هذا لوجه الله المحبة الرحمن الرحيم !! ..
الموضوع جد مهم ..
أكرر أننى لا أقصد منه تشكيكا أو إتهاما .. ولكنه البحث المخلص فيما إختلف فيه
الباقون خاضعين إما لأوهام الكفر أو سيف العنصرية .. لكنى أناشد الإنسانية فى
نفوسنا التى فطرها الله على الرحمة والتعايش عل هناك من هو مثلى يبحث ويحلل ويناقش
دون تشنج أو سابق ظن بالإثم .